هل يجب على المسلم إعادة الصلاة إذا نسي التشهد الأول؟
- السؤال
"أحياناً وأنا أصلي، أنسى التشهد الأول وأنتقل مباشرة للركعة التالية. هل هذا يؤثر على صحة الصلاة؟ وهل يجب علي إعادة الصلاة بالكامل إذا حدث ذلك؟"
- الإجابة
بدايةً، نسيان التشهد الأول في الصلاة يحدث لكثير من المسلمين، وهو أمر طبيعي قد يطرأ على الإنسان نتيجة عدم التركيز أو الاستعجال. ولكن السؤال المطروح هنا: هل نسيان التشهد الأول يُلزم المسلم بإعادة الصلاة؟ لنفصِّل في هذا الأمر بالرجوع إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء.
الأدلة الشرعيـــــــــــــة
من القرآن الكريم
في القرآن الكريم لم يرد نص مباشر يتحدث عن نسيان التشهد الأول، ولكن جاء التوجيه بالخشوع والتركيز في الصلاة، ومن ذلك قول الله تعالى:
> "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ"
[سورة المؤمنون: 1-2].
يدل هذا على أهمية التركيز في الصلاة، ولكن لا يفهم منه بطلان الصلاة بسبب النسيان.
من السنة النبوية
أما السنة النبوية فقد وردت فيها عدة أحاديث توضح كيفية التعامل مع السهو والنسيان في الصلاة. من أبرز هذه الأحاديث ما رواه عبد الله بن بحينة رضي الله عنه، قال:
> "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في ركعتين من الظهر، فلم يجلس (التشهد الأول)، فقام الناس معه حتى قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه، فكبر وهو جالس وسجد سجدتين قبل أن يسلم."
رواه البخاري (829)، ومسلم (570).
هذا الحديث يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم سها عن التشهد الأول، وأكمل صلاته وسجد سجدتي السهو قبل التسليم.
الأحكام الفقهيــــــــــــة
- إجماع العلماء
أجمع العلماء على أن نسيان التشهد الأول لا يبطل الصلاة. يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: "لو ترك التشهد الأول ناسيًا وصلى ساهيًا، فصلاته صحيحة وعليه سجود السهو."
- الترتيب الفقهي
1. إذا نسي المصلي التشهد الأول واستمر في الصلاة
يُكمل الصلاة ولا يجب عليه إعادتها.
يسجد سجدتي السهو قبل التسليم لتعويض النقص.
2. إذا تذكر قبل أن يقوم من الركوع
يمكنه العودة وإتمام التشهد دون سجود سهو.
3. إذا تذكر بعد الركوع
يستمر في الصلاة ويسجد للسهو قبل التسليم.
- الدليل العقلي
من الناحية العقلية، النسيان أمر طبيعي قد يقع لأي إنسان، والله سبحانه وتعالى لم يكلفنا فوق طاقتنا. قال الله تعالى:
> "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" [البقرة: 286].
فإن كان النسيان خارجاً عن إرادة الإنسان، فلا يجب أن يُعاقب عليه بإعادة الصلاة. بل شرع الله سجود السهو تعويضاً عن أي خلل غير مقصود.
- الخلاصة
بناءً على ما تقدم من الأدلة الشرعية والعقلية، فإن نسيان التشهد الأول لا يبطل الصلاة، بل يجب على المصلي السجود للسهو قبل التسليم. الصلاة صحيحة ولا حاجة لإعادتها، وهذا هو القول الذي اتفقت عليه المذاهب الفقهية.
نقاط مهمة
- التشهد الأول سنة مؤكدة، ولكن نسيانه لا يبطل الصلاة.
- سجود السهو واجب لتعويض السهو.
- يشرع للمصلي أن يحافظ على الخشوع والتركيز في الصلاة.
نقاط مرقمة
- 1. إذا نسيت التشهد الأول في الصلاة، اكمل الصلاة ولا تعدها.
- 2. اسجد للسهو قبل التسليم لتصحيح السهو.
- 3. احرص على الخشوع والتأني في الصلاة لتجنب النسيان.
كتبه: محمد مجدي العلياني
اكتب تعليقك اذا كان لديك اي استفسار عن الموضوع